بعد خمسة أيام فقط من فوز الفريق بلقب كأس ملك أسبانيا وفي الوقت الذي انتظر فيه الجميع أن يحتفل بهذا اللقب الغالي وأن يساعد هذا الانتصار في محو ذكريات الماضي القريب وبدء البحث عن مستقبل مشرق سقط فالنسيا في فخ الهزيمة القاسية 1/5 أمام أتليتك بلباو في الدوري الاسباني ليشهر مسئولو النادي سكين الاقالة في وجه الطاقم الفني للفريق.
وضاعفت هذه الهزيمة التي مني بها الفريق مساء أمس الاول الاحد من أزمة فريق فالنسيا في الموسم الحالي حيث تسببت في إقالة الطاقم الفني بأكمله وبقيادة المدرب الهولندي رونالد كومان رغم الفوز الثمين على خيتافي 3-1 يوم الاربعاء الماضي.
وكانت الهزيمة أمام بلباو هي المسمار الاخير في نعش كومان حيث تراجع الفريق إلى المركز الخامس عشر (السادس من المؤخرة في جدول المسابقة) وذلك بفارق نقطتين فقط عن فرق منطقة الهبوط في جدول المسابقة.
وأقال فالنسيا المدرب كومان ومساعديه خوسيه ماريا باكيرو وتوني بروينس سلوت مع دفع المستحقات المالية التي ينص عليها عقد النادي مع المدربين الثلاثة مجتمعين والتي تبلغ قيمتها نحو 12 مليون يورو (99ر18 مليون دولار) نظرا لان عقودهم مع الفريق كانت تمتد حتى حزيران/يونيو 2010 .
وفيما وصف بأنه "ليلة السكاكين الطويلة" أقال النادي مدير الكرة ميجيل آنخل رويز الذي اقترح التعاقد مع كومان ومساعديه في تشرين أول/أكتوبر الماضي خلفا للمدرب السابق كويكي سانشيز فلوريس الذي أقيل من منصبه عندما كان الفريق في المركز الرابع بالدوري الاسباني.
ويتولى تدريب الفريق بصفة مؤقتة حتى نهاية الموسم الحالي مدافع الفريق والمنتخب الاسباني السابق سالفادور جونزاليس ماركوس (فورو) ويعاونه خوسيه مانويل أوتشوتورينا حارس المرمى السابق بالفريق.
وأعلن أوجستين موريرا رئيس النادي هذه القرارات المثيرة للجدل و"المكلفة" بعد نحو شهر واحد على توليه رئاسة النادي خلفا للرئيس السابق خوان سولير الذي استقال من منصبه بعد تفاقم أزمات الفريق.
ويحتاج فالنسيا إلى ست أو سبع نقاط على الاقل من مبارياته الخمس الباقية في الدوري الاسباني هذا الموسم ليتجنب الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية في نهاية الموسم.
وسيكون مارسيلينو جارسيا المدرب الذي يتألق حاليا مع فريق ريسينج سانتاندر هو المرشح الاول لتدريب الفريق في الموسم المقبل.
أما المرشح لتولي منصب مدير الكرة فهو خوان سانشيز المهاجم السابق للفريق وللمنتخب الاسباني.
وتمثل موجة الاقالات التي شهدها فالنسيا أحدث الحلقات في سلسلة المشاكل التي عانى منها فالنسيا في موسم الازمات التي يمر به الفريق حاليا والذي أصبح الأسوأ للنادي عبر تاريخه الطويل الذي يبلغ 89 عاما.
وشهد الموسم الحالي انتقال الفريق من كارثة إلى أخرى رغم وجود بعض الانتصارات بين كل كارثة وأخرى.
وبدأ الموسم بقرار من سولير بتعيين رويز في منصب مدير الكرة خلفا للايطالي أميديو كاربوني مدافع الفريق سابقا حيث رضخ سولير لمطالب المدرب السابق كويكي سانشيز فلوريس بالاختيار بينه وبين كاربوني.
وفي نفس الوقت أطاح سولير الذي يتولى رئاسة النادي منذ عام 2004 بجميع مساعدي فلوريس مما أكد ثقته التامة في فلوريس.
وبدأ فالنسيا مسيرته في الدوري الاسباني بشكل جيد لكنه قدم عروضا قوية في دوري أبطال أوروبا فلم يكن غريبا أن يطيح سولير بالمدرب فلوريس في تشرين أول/أكتوبر 2007 .
واستقدم سولير كومان ومساعديه بمبالغ طائلة ولكن كومان فشل في تحسين نتائج الفريق التي صارت إلى الاسوأ مما تسبب في انتقادات حادة من قبل الجماهير لنجوم الفريق وكومان نفسه على استاد "ميستايا" معقل الفريق.
وفي كانون أول/ديسمبر الماضي فجر كومان ثورة داخل الفريق بإعلان استبعاد كل من حارس المرمى المخضرم سانتياجو كانيزاريس وديفيد ألبيلدا وميجيل آنخل أنجلو من حساباته فيما تبقى من الموسم.
وضاعف هذا القرار من استياء الجماهير ووسائل الاعلام من كومان نظرا لان اللاعبين الثلاثة كانوا العمود الفقري لفريق فالنسيا الذي حقق نجاحا كبيرا في السنوات الماضية حيث قادوا الفريق مع كاربوني وفلوريس إلى تحقيق العديد من الانتصارات والانجازات بين عامي 2000 و2004 .
ومنذ ذلك الحين بدأ العد التنازلي لبقاء كومان مع الفريق رغم نجاحه في كأس ملك أسبانيا.
وأنفق كومان أموالا طائلة للتعاقد مع اللاعبين الشابين هيدفيجز مادورو وإيفر بانيجا ولكن نتائج الفريق سارت من سيء إلى أسوأ.
وفي نفس الوقت شعر سولير بزيادة واشتعال الانتقادات الموجهة إليه ليستقيل من رئاسة النادي في آذار/مارس الماضي بعدما اضطر لنشر العديد من أفراد الامن الخاص حول منزله وشركته على مدار اليوم خوفا من التهديدات العديدة التي تلقاها في الاونة الاخيرة.
ويحاول سولير حاليا بيع نصيبه في أسهم النادي ولكن ذلك يبدو مهمة صعبة في ظل المشاكل التي يعاني منها الفريق حاليا.